آراء بعض الفنانين والنقاد عن أعمال الفنان خالد المز

الدكتور عفيف بهنسي

لوحات خالد المز والدلالات الإنسانية والفنية

في بداية طريقه الفني، بدا خالد المز ـ أكثر تعلقاً بالبيئة التي يعيشها في محافظة اللاذقية، حيث القرى الممتدة كالخبات، وحيث الحياة الاجتماعية الهادئة التي مهدت له السبيل لتصوير الطبيعة، وتصوير الوجوه القريبة منه، وكان حدثاً يافعاً.

ومنذ أن بدأ دراسته الفنية الأكاديمية في القاهرة، كانت المرأة النموذج الفضل الذي يكشف عن الأنوثة والجمال، كان والموضوع الذي استمر قابعاً في جميع لوحاته التي أنجزها على امتداد عقود ثلاثة.

وقبل أن نقف عند حدود المرأة كموضوع فني، لابد أن نقر بموهبة خالد التي تفتحت منذ صباه المبكر، فكان قادراً على تمثل الواقع، بمهارة ورؤية نفاذة، بل كان حضوره كطالب في مدرسة الفنون حضور مصور متمكن وعند تخرجه شهد اساتذته على جدارته الإبداعية وعلى مقدرته في تحديد هويته الفنية التي تمثلت في وحدة الرؤية مع اختلاف الفكرة، وفي وحدة الموضوع مع اختلاف البيئة، ووحدة الأسلوب  مع اختلاف التكوين والعرض دعوة إلى موضوعه الأثير لديه وهو المرأة وترعرعت من ثوبها ومن جسدها وملامحها، لكي تبدو هيولى شفافة، محتفظة بمعنى المرأة وليس بجدلها، فبدت في لوحاته الكثيرة، خارج المجتمع وخارج التاريخ وخارج الإثارة والجنس، وبقيت جنيناً داخل فضاء اللون الطيفي موصولة بحبل سري، لتصبح ملحنة موسيقية تعلن عن مجد المرأة  العارية، وقد بدت أكثر صفاء من طهارة الأطفال والعذارى،
توزعت صورة المرأة على لوحات خالد بإيقاع أخاذ، وتكوين جمالي رياضي، وتوزيع ضوئي يؤكد جدارته الاكاديمية، وحقه في تقديم نماذج تجربته تساعده في توضيح أسلوبه التعليمي الذي مارسه كأستاذ في كلية الفنون الجميلة بدمشق.

على أن أني اعترف أن مسحة صوفية تكلل شخوصه الانثوية رغم إنشائها وكأنها كتل معمارية أو نحتية، نراها أكثر وضوحاً في أعماله التي أنجزها في الفترة بين القاهرة وباريس.

هذه الثنائية الصوفية الإنشائية تجعل لوحات خالد المز سوناتاث موسيقية، نشاهد ايقاعاتها وأنغامها في لوحاته المتزايدة مع مراحل تاريخه المنتج، والتي استمرت حاملة سمات خالد الهادئة المتواضعة الشفافة بتوءمة لاتترك مجالاً للتفريق بين الدلالات الفنية والإنسانية، التي مازالت عنوان أسلوب خالد المز.