آراء بعض الفنانين والنقاد عن أعمال الفنان خالد المز

الفنان نذير نبعة

 

خالد المز – فنان من جيل الستينات

اللاذقية – دمشق – القاهرة – باريس شكلت هذه المدن على اختلافها طبيعتها، الجذور والروافد لتجربته الفنية الطويلة، التي بدأت منذ الخمسينات، فترة الهواية بتأثير المدرسة الانطباعية المسيطرة في ذلك الوقت على المحترف السوري، ثم تبلورت هذه التجربة وصقلت خلال محترفات أكاديمية القاهرة..

وظلّ خالد منذ ذلك الوقت مخلصاً لتعاليم تلك المحترفات القاهرية.. ملوناً من الدرجة الأولى، مؤلفا لتكوينات مرصوفة عناية فائقة التوازن والتألف جمع فيها بين الغناء والعمارة بين الواقع والخيال بين رقة المشاعر وقوة الأداء، وطرق خلالها أغلب مواضيع التصوير – المنـظر الطبيعية الصامتة البورتريه – كما لامس مدارس الفن بدءاً من الانطباعية، وحتى التجريدية، إلا أنه في النهاية ظلّ مخلصاً لتعاليم فترة النضج في محترفات القاهرة وقد استهواه موضوع المرأة، ولامس في داخله حميمية خاصة، فاتخذه موضوعاً للوحته التي كانت أشبه بغنائيات مستوحاة من تراثنا الشعري القديم والحديث..

وهي غنائيات غزلية حسية تمجد الجمال، وبهجة الحياة وقد اسهواه مضوع المرأة، ولامس في داخله حميمية خاصة، فاتخذه موضوعاً للوحاته التي كانت أشبه بغنائيات مستوحاة من تراثنا الشعري القديم والحديث، وهي غنائيات غزليةحسّية تمجد الجمال وبهجة الحياة، أو ترانيم أشبه بالأناشيد الوثنية تمجد الجسد الانساني ولكنه رسم المرأة أيضاً في الأجواء الحميمية الداخلية في دفء البيت تأخذ زينتها أمام المرأة، أو في تبرج المستحمات، أو في أوضاع رومانسية مليئة بالسكينة والتأمل.

ظل خالد المزّ يجود في هذه التجربة الطويلة حتى بات أشبه بصائغ ماهر يغمر مخلوقاته وعناصر تكويناته في قوس قزحي من الألوان الهادئة، المتآلفة، المتناغمة، يصوغها في مساحات وأشكال تراثية.. تترسب حولها لتشكل ذلك الفسيفساء العجيب من الأجواء المحلية والإشارات والرموز التي تؤلف الملامح الخاصة لنسيج اللوحة لديه، وتهب تكويناته هويتها المحلية وانتسابها.