آراء بعض الفنانين والنقاد عن أعمال الفنان خالد المز

الفنان نزار صابور

تذكير بالفنان خالد لمز

للفنان د. خالد المز محطات غنية في ذاكرتي، لازمتني على طوال عقود ثلاثة، فهو أستاذي في مرحلة دراستي الأولى، وهو الفنان المتواضع الذي أنتج منذ نهاية الأربعينات القرن الماضي وإلى اليوم، ومرّ بمراحل فنية متنوعة، وهو النحات الذي زين عدة ساحات سورية بأعماله النصبية، وهو الإداري الذي كرّس وقته كعميد في كلية الفنون الجميلة لمدة تسع سنوات، وهو الزميل الذي أعمل معه اليوم في نفس الكلية.

الفنان خالد المز، نموذج للفنان الموهوب الذي يملك طريقته الخاصة بالعلاقة بالطراز فهو رسامٌ فذ، وفنان يرسم بحالات تحريضية تتوقف أحياناً وتكون خصبة أحياناً أخرى، ولعلّ أغناها وأقربها إليّ فترته الفنية بعد انتهاء دراسته في (( مصر )) تكوينات « نحتية » لأشكال إنسانية وحيوانات وعناصر الطبيعة وجدت بأشد حالات الاختصار والتبسيط وكأنها روليفاً خفيف البروز أو عدة أشكال هندسية بين سطح اللوحة.

ع تقشف لوني عميق الخبرة. وقد أعاد هذه التجربة في بداية هذا القرن بصيغ أخرى، تقشف لوني بموضوعات مليئة بالنساء، متجّمعة في حالات غريزية كأنها تحافظ على لونها البشري، تسير أو تجلس على خط واحد، وتتوزع بإيقاعات مختلفة تنتظر ما سيأتي !!.

لعل البوتريهات الممّيزة لبناته وأمه من أجمل ما رسم في التشكيل السوري، رهافة في الخط، أناقة في البناء، وعمق في المجموعة اللونية.

وأكثر من خمسون عاماً، رسم الفنان نساء، لنساء مختلفة عما نعرف، غامضة أمام بعضها البعض وفي الطبيعة أو أمام ( هر )، أو في إشكال هندسية ملتبسة، وهي بكافة حالاتها لا يمكن أن يرسمها سوى فنان شاعر بحساسية عالية.